جديدة المنزلة بين الأمس واليوم-1
تتمتع جديدة المنزلة بخصوصية تميزها عن باقي قري مركز المنزلة ،وذلك لارتباط اسمها بمركز المنزلة هذا من جهة ،ومن جهة أخري قربها من مدينة المنزلة ،حيث تبعد المسافة بينهما أقل من كيلو متر،ونتيجة لهذه الخصوصية ظهرت دعوات تنادي بتحويل جديدة المنزلة من قرية مستقلة تابعة للوحدة المحلية بالفروسات إلي حي تابع لمدينة المنزلة حتي يتمتع بخدمات المدينة ،وخضعت هذه الدعوة للدراسة .
لماذا جديدة المنزلة...؟
جديدة المنزلة هي مسقط الرأس الذي شهدنا فيه خروجنا إلي النور،ولم نعرف بقعة غيرها ،فكان أقصي مكان نذهب إليه هو مدينة المنزلة ،وكل منا لابد أن يتعلق بالمكان الذي ولد فيه وعاش أحلي فترات طفولته ،ولا ينكر إنسان أن فترات الطفولة هي أزهي فترات حياة الإنسان، فتظل ذكرياتها عالقة في الأذهان ماحيينا ،وعندما يجتمع الأهل والأحباب في مختلف المناسبات في شتي بقاع مصر حيث يقيم أبناء جديدة المنزلة،لا تجد حديثا إلا عن تلك الذكريات الجميلة وعن جديدة المنزلة التي ستظل في القلب مهما ابتعدنا أقصي مشارق الأرض ومغاربها .
نعم هناك الكثير من أبناء جديدة المنزلة يقيمون خارجها سواء داخل مصر أو خارجها ،لكن ستظل الجديدة هي مسقط الرأس ،وعندما نكتب سيرتنا الذاتية لابد أن نكتب محل الميلاد وهو جديدة المنزلة التي ستظل كامنة في القلب.
جديدة المنزلة وجيرانها
تتمتع جديدة المنزلة بعلاقات طيبة مع جيرانها عبر تاريخها سواء في مدينة المنزلة أو الفروسات والعامرة وميت خضير والبصراط وكفر حجاج والمواجد وميت شريف ،ولا يربطها بجيرانها الجوار فقط بل صلة النسب وخصوصا من الفروسات والمنزلة والعامرة وهذا أكد قوة العلاقة بين هذه المناطق.
وتربط الجديدة بجيرانها مصالح مشتركة،تجارية،تعليمية ،اجتماعية ،وأما مايشاع عن حدوث بعض الخلافات بين جديدة المنزلة والفروسات...فهذا لاذكر له ،وما يربط بينهما أكبر من ذلك بكثير،وما يحدث أشبه بزوبعة الفنجان التي سرعان ما تزول لمتانة هذه العلاقة والتي لا تؤثر عليها نزاعات صبيانية ،ولكن ما يحدث بينهما أحيانا هو أشبه بالتنافس بين الشقيقين الذي يحاول كل منهما أن يكون أفضل من الآخر.
الحراك الاجتماعي في جديدة المنزلة
شكل الفلاحون في جديدة المنزلة طبقة كبيرة من السكان، وذلك للطابع الزراعي الذي غلب علي القرية في الماضي ،وكانت نسبة المتعلمين ضئيلة جدا لاتتعدي 1% ،ولكن بعد قيام ثورة يوليو وتطبيق مجانية التعليم وإتاحة الفرصة أمام الشعب حدث حراك اجتماعي في التركيبة الاجتماعية للمجتمع المصري في المدينة والقرية ،وزادت نسبة الحاصلين علي المؤهلات العلمية في التخصصات المختلفة، فخلق ذلك فرصا جديدة في الأعمال والمهن المختلفة ....فظهر الموظفون والأطباء والمحامون والمدرسون وغيرهم من أصحاب المهن المختلفة الذين شكلوا الطبقة الوسطي في المجتمع المصري .
وفي جديدة المنزلة أحدث التوسع في التعليم أثرا كبيرا علي أبناء القرية في التركيبة الاجتماعية فلم تعد مقتصرة علي الفلاحين فقط ،بل ظهرت طبقات اجتماعية لم يكن لها وجود، فظهرت طبقة الموظفين التي أصبحت تنافس طبقة الفلاحين في الترتيب الاجتماعي ؛حتي إننا أصبحنا نري الفلاح الموظف والفلاح المدرس ،وهم الذين تعلموا وورثوا الأرض عن آبائهم فجمعوا بين فلاحة الأرض ومهنتهم الأصلية .
وظهرت مهن جديدة في القرية اختارها آباؤها نتيجة لتخصصهم العلمي، فأصبحنا نري في القرية المدرسين متمثلة في الأساتذة احمد البغدادي ورفعت الإمام رحمهما الله ومحمد عبد الله طويلة وسمير عبدا لباسط وفتوح عبد الغني رحمه الله ومحمد غزال وعبد الرحيم غزال ومحمود غزال ورضا وعرفة فرح ومسعد عبدالله هذا علي سبيل المثال وليس الحصر لأن طبقة المدرسين تشكل في القرية طبقة كبيرة جدا تفوق المائة مدرس .... ووكيل النائب العام متمثلة في خالد سماحة والمحامي متمثلة في سعد وإبراهيم سماحة ومحمد الحفني عجوة وحسين عرفة فرح ومحمد شوقي غزال ومحمد خليفة المليجي ونبيل عجوة وأحمد ياسين السعيد وفتحي العفيفي وخالد وحسام الأمير والقاضي كالمستشار أحمد وجمال سماحة والمهندس كثروت الإمام ومحمد مسعد الحواوشي وخالد الإمام وإبراهيم عيسي المشد ومحمد حسن الإمام ومصطفي عبد الله طويلة والطبيب كالدكتور محمد السادات الأمير والدكتور أيمن البغدادي ووسام الحواوشي وسعد الحواوشي وهشام أبو العطا وعاطف ضبيع وأحمد ضبيع وإبراهيم سماحة ومأمور الضرائب كقدري شاهين والضابط كالعميد أشرف البغدادي والأستاذ الجامعي كالدكتورة مريم زهيري في آداب القاهرة والدكتور إبراهيم سماحة بطب عين شمس والدكتور محمد رفعت الإمام بآداب دمنهور والدكتور محمد المشد بالجامعة المفتوحة بالكويت والدكتور صالح سعدة بزراعة المنصورة والدكتور أحمد ضبيع بالتربية الرياضية ببورسعيد وفي المجال الديني والدعوة الشيوخ جمال عبد الباسط وأحمد الشناوي والتميمي شهدة وصلاح عجوة ومحمد عبد الرشيد ومجدي السحيلي والأخصائي الاجتماعي كمحمد عبد الرحمن غزال وعلي حراز وحسن المليجي وأحمد أبو العطا وأحمد زكي وكلها مهن لم يكن لها وجود من قبل في القرية ،إذ أحدث التعليم في القرية نقلة كبري ،ونقل المجتمع من طبقة واحدة متمثلة في الفلاحين إلي طبقات مختلفة بثقافات مختلفة،ولكنها تصب في بوتقة واحدة لتخدم القرية داخلها وخارجها.