عطا درغام Admin
عدد الرسائل : 3772 العمر : 54 تاريخ التسجيل : 15/03/2008
| موضوع: الطيور لا تعرف الكذب الجمعة 27 يونيو 2008, 6:02 am | |
| الطيور.. لا تعرف الكذب د . محمد وهدان
| كنت أقرأ في وردي القرآني اليومي وقد توقفت طويلا أمام قول الله عز وجل في سورة النمل علي لسان سليمان عليه السلام "قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين.. اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم". وسألت نفسي: إذا كان سليمان عليه السلام لا يثق في الهدهد.. فلماذا قال له اذهب بكتابي هذا؟ ان سليمان عليه السلام ملك والملوك من شأنهم أن ينظروا كل ما يعرض عليهم ببصرهم وبصيرتهم وهو يعلم ان الهدهد صادق فيما جاء به من الأنباء ومن أين تعرف الطيور الكذب! وليس بينها وبين الإنسان قرابة أو نسب؟! سليمان عليه السلام يعلم ان الهدهد قد شهد بما علم وتحدث بما رأي ولكنه أراد أن يحتاط لنفسه ويحتاط لرعيته وأن يعلم رعيته كيف يحتاطون في الأخبار التي تردهم وكيف يثبتون من صحتها. ليعدوا لكل أمر عدته ويحسبوا لكل شيء حسابه. ان سليمان عليه السلام عندما قال للهدهد: أصدقت أم كنت من الكاذبين جرح كرامته أمام الجند وأثار حزنه وأساء إليه من غير ذنب اقترفه. نعم قد يردد البعض ذلك ولكن يبرر هذا ان سليمان الحكيم لما جرحه الهدهد بما ألقاه عليه أمام جنده وقال له: "أحطت بما لم تحط به" أراد أن يبادله واحدة بواحدة حتي لا يتجرأ عليه مرة أخري بالتحدث معه بهذا الاسلوب الساخن الذي ينبعث منه شيء من العتاب واللوم وتقليل مما أوتيه من العلم والملك بجانب ما يؤتيه الله لغيره من المخلوقات وهذه المقالة من نبي الله سليمان مقبولة بل هي دستور يحتكم الملوك إليه من بعد صيانة لمهابتهم وتأديباً لمن تسول له نفسه أن يتجرأ عليهم بقول وقد يردد البعض ان سليمان جرح كرامة الهدهد عندما قال: أصدقت أم كنت من الكاذبين حيث أساء إليه من غير ذنب اقترفه ونجيب ونقول: ان الهدهد نفسه سبق له أن جرح سليمان عليه السلام حينما قال له "أحطت بما لم تحط به" فأراد أن يبادله واحدة بواحدة حتي لا يتجرأ عليه مرة أخري بالتحدث معه بهذا الاسلوب الساخن الذي ينبعث منه شيء من العتاب واللوم وتقليل مما أوتيه من العلم والملك بجانب ما يؤتيه الله لغيره من المخلوقات. ولا شك ان قول سليمان "أصدقت أم كنت من الكاذبين" دستور يحتكم الملوك إليه من بعد صيانة لمهابتهم وتأديباً لمن تسول له نفسه أن يتجرأ عليهم بقول من شأنه أن يقللهم بين رعيتهم. وعندما نتأمل هذه الآية نجد ان المنطقي أن يقول سليمان "أصدقت أم كذبت" لكن سليمان قال: "أم كنت من الكاذبين" انه هنا يعطينا درسا مهما وهو ان طابور الكذابين في هذه الدنيا طويل. أما طابور الصادقين فهو قليل ولذلك فإن سليمان يريد أن يقول له: هل ستكون من طابور الكذابين وما أكثرهم في هذه الدنيا الآن. http://www.almessa.net.eg/ |
| |
|