المولد النبوي الشريف

المولد النبوي الشريف


لقد كان ميلاده-صلى الله عليه وسلم-هو ميلاد النور والهداية، وسطوع شمس الحق والحقيقة، وكان علينا أن نقف يوم ميلاده –صلوات الله عليه-شاكرين لله -عز وجل-أنعمه. إذ من علينا بأعظم المنن والنعم... فبعث فينا رسوله- صلى الله عليه وسلم- ليأخذ بأيدينا من الظلمات إلى النور،ومن تقاليد الجاهلية البالية المذمومة، ويصحح لها مسارها .. فكان –صلى الله عليه وسلم – نقلة واسعة نقلت الإنسانية من أسفل سافلين إلى فطرة الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم


بداية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف


ويعتبر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أحد الاحتفالات الشعبية الباهرة ويرجع الاحتفال بهذه المناسبة إلى مستهل القرن الخامس للهجرة_ أيام السلطان (( محمود سبكتكين الغز نوى)) ( نسبة إلى غزنة عاصمة أفغانستان آنذاك) وقد نظم هذا الاحتفال ليحاكى طائفة الشيعة في تهاليلهم وتهاويلهم في ذكرى ميلاد ( الحسن بن على) وتقبل سائر المسلمين هذه العادة ،فانتشر في أقطار المسلمين، وفى هذا الاحتفال تقرأ قصة المولد تبركا بسيرة النبي_ صلى الله عليه وسلم-أو وفاء بنذر قطعه أحد الناس على نفسه، أو على أمل شفاء مريض ، أو بمناسبة عودة مسافر أو بناء بيت أو زواج 00 إلى غير ذلك من المناسبات التي يرغب الناس فيها أن يطربوا بذكرى الرسول ، ويتبرعوا بتلاوة سيرته_ صلى الله عليه وسلم_


تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مصر


وفى ذكرى مولد الرسول_ صلى الله عليه وسلم_ تضاء المساجد ، وتنشد الأناشيد التي تمدح النبي ، وتسبح بحمد الخالق، ويجتمع الناس للاستماع لقصة المولد ، وهى قصة ذات صيغ متعددة موضوعة بأقلام المشايخ الذين أودعوا فيها سيرة النبي _ صلى الله عليه وسلم_ ونثروا العديد من المدائح التي تتناول صفات الرسول _ صلى الله عليه وسلم ومقامه عند الناس وبعد أن يقدم الشيخ المدائح والتواشيح يصلى على النبي _ صلى الله عليه وسلم_ ويرتفع صوت الحاضرين مرددين (( صلوا عليه وسلموا تسليما .. الله زاد محمدا تعظيما))

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في العصر الفاطمي


ارتبطت عروسة المولد ( عروسة الحلوى) بذكرى سعيدة عند المسلمين هي ذكرى مولد الرسول _ صلى الله عليه وسلم_، وظهور عروسة المولد بشكلها المألوف يرجع إلى العصر الفاطمي عندما حضر المعز لدين الله الفاطمي إلى مصر ونزل بقصره(362ه=973) ووجد الشعب المصري ميالا بطبعه إلى حب البيت النبوي.. فقرر إقامة أعياد كثيرة لمناسبات متعددة ، وأهمها الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث تعم الخيرات كل الناس ، وتبذل لهم العطايا والمنح ويفرح الناس رجالا وأطفالا،ولكن كان الناس يحتفلون بالمولد النبوي على طريقتهم، وكان من المعتاد أن يقيم الناس الحفلات بهذه المناسبة في بيوتهم أو أمامها، ذلك بقراءة القرآن الكريم الذي يتلوه مشاهير القراء المعروفين بحسن الصوت، ثم يعقب ذلك المنشدون الذين تصاحبهم الآلات الموسيقية ويصدحون بالقصائد والأغاني في مدح النبي_ صلى الله عليه وسلم_، فإذا ما انتهى المنشدون أقيمت حلقات الذكر على حين تطل النساء من أسطح البيوت المجاورة لمشاهدة الاحتفال المقام أمام المنزل ، كذلك كانت تقام داخل البيوت حفلات نسائية احتفالا بهذه المناسبة، وتلتف النساء حول إحدى محترفات الوعظ لسماع حديثها الديني.، وكان بعض الأتقياء يتحرج من أن يحتفل بالمولد في بيته بالأغاني، وكان يكتفى بأن يحضر أحد القراء لتلاوة القرآن الكريم، ويقتصر الاحتفال على هذه التلاوة وعلى حلقات الذكر.. ومن الطريف أن البعض كانوا يحتفلون بالمولد النبوي الشريف بغية استرداد الهدايا التي كانوا قد أهدوها للآخرين في المواسم والأفراح، وهو ما يكشف عن أن المصريين كانوا يتبادلون الهدايا في هذه المناسبة0

مولد الرسول نعمة إلهية


فاقت نعمته عز وجل بمولده-صلى الله عليه وسلم- سائر النعم، وكم ساق المحدثـون والأئمة من كتاب الله وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم: بأن الاحتفال بمولده عبــادة نتقرب بها إلى الله –سبحانه وتعالى-ومستحب 00 أليس إذا اجتمعنا احتفاء به أننا نتدارس سنة الرسول –صلى الله عليه وسلم، وكتاب الله ونتدارس أشرف مسيرة في الوجـود لأعظم موجود على الإطلاق، وأكرم إنسان في الأرض ومن هنا كان لزاما علينا أن يتحول الاحتفال بالنــــــبي –صلى الله عليه وسلم-إلى مراجعة ما مضى ومحاولة قياس الحكمة التي جاء بـها النبي-صلى الله عليه وسلم-حتى نستطيع أن نواجه التحديات المرعبة التي تدهم حياتنا .. والمناسبة لا يجوز أن تقف عند الاحتفال، بل يجب أن نبحث في ذلك المنهج الذي فك طلاسم العصر، هذا المنهج الذي كان أساسا لبناء إنسان جديد وأمة جديدة

محمد ياعزت يامفتي
لماذا لم تحرم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو الآخر ..............وقد تحدث حوله الكثير من الأئمة وحرموا الاحتفال به


فلماذا السكوت..............؟


عطا درغام

بورسعيد