..الأميون الجدد , ناجحون بالقانون

الأميون الجدد , ناجحون بالقانون

بقلم أ. أحمد إبراهيم

من أعجب ما تراه من سلبيات فى التعليم فى مصر..اللغز الغريب المسمى " ناجح بالقانون ".. وقراءة هذا اللغز الخاص بالحلقة الأولي من التعليم الأساسي " المرحلة الابتدائية " .. ففي هذه المرحلة " إذا رسب التلميذ لعامين متتالين فى نفس الصف فإنه ينتقل بالقانون إلى الصف التالي له "..

ولك أن تتخيل حال تلميذ ومستواه إذا وصل إلى الصف السادس بهذه الطريقة .. وهذه الحالات هي الأصعب فى الدراسة والاستيعاب .أما لماذا لجأت الوزارة إلى هذا الحل الغريب لمشكلة التعثر الدراسي فى الحلقة الأولى من التعليم الأساسي ..إن السبب في ذلك هو التطبيق الغريب لحق الطفل فى تلقي التعليم الأساسي والتي تنص عليها وثيقة الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة .. ونص الوثيقة من الضرورة بمكان حيث التعليم الأساسي هام جدا ً من أجل تنمية مهارات وسلوك الطفل .. وكذلك لوضع الطفل على بداية سلم التطور والتعامل مع الحياة والتنمية الاجتماعية له .

ولكن أن ينتقل من مرحلة للمرحلة التالية دون أن يعلم شيئاً حتى عن مجرد أساسيات القراءة والكتابة فهذا هو العجب العجاب .والوزارة - مشكورة لجأت لحل أمثل حسب الإمكانيات المتاحة .. فى المرحلة الإعدادية وهو " الإعدادية المهنية " أو تغيير المسار للإعدادية المهنية التى تمتاز بسهولة مناهجها فى المواد الثقافية مثل : اللغة العربية والرياضيات واللغة الأجنبية والنجارة والنسيج وغيرها.. وهذا جيد إذا توفرت الإمكانيات اللازمة لدعم وتيسير التعليم المهني..

أما فى المرحلة الابتدائية.. فقد لجأت الوزارة لعدة أساليب تتلخص في عمل سجل للتعامل مع هذه الحالات..وأول هذه الأساليب هو :

عمل سجل خاص وحصص خاصة للضعاف فى القراءة والكتابة على أن تكون هذه الحصص بواقع حصة يومياً.

هذا مع اختيار نخبة من المدرسين للتدريس لهم وتدريبهم على أساسيات القراءة والكتابة .

ووضع منهج دراسي مستقل لهم.. لكن هذا المنهج قاصر على هذه الحصص فقط .. أما فى باقي اليوم الدراسي فهو مرتبط بمنهج الصف الدراسي الذي وصل إليه - بالقانون- طبعاً .

الطريقة الأخرى للتقويم وهي عمل مراكز لتنمية مهارات القراءة والكتابة أثناء العطلة الصيفية.. ومن أهم مشاكلها..عدم الإقبال عليها .
وهذه المراكز رغم أنها مجانية إلا أنها ولدت ميتة وذلك لعدة أسباب .

أولاً :- أن الدعاية والتنفيذ لها لم يبدأ أثناء الدراسة .. مع العلم أن التلاميذ خاصة الذين أعدت من أجلهم هذه المراكز لا يرتبطون بالمدرسة إلا فى فترة الدراسة وعلى مضض كما نعلم .. فهم لا يعرفون عنها شيئاً.

ثانياً :- أن أكثر هذه الحالات موجودة فى العشوائيات أو المناطق الشعبية وهذه المناطق –غالباًَ- يعمل أبناؤها أثناء الأجازة الصيفية لمساعدة أسرهم المطحونة .

أما الإقبال عليها فلا يتجاوز للآن 5 % من المستهدف ..

ولأنه أحد مشروعات الوزارة يتم التسجيل والإحصاء فيه بنسب أعلى كثيرا ً من الحقيقة.

والمشروع أيضا ً فى المناطق الراقية لا يجد لا الإقبال اللازم ولا الثمرة المرجوة منه .. وبذلك تهدر فرصة أخرى وميزانيات أخرى دون نتائج حقيقية .

لكن - والحق يقال – المشروع من الناحية النظرية جيد ..

أما عمليا ً فالنتائج صفرية مؤكدة .. ويظل الناجحون بالقانون أميين .. وتبقى المشكلة قائمة حتى إشعار آخر .