العمق الحضاري للمنزلة

العمق الحضاري للمنزلة

العمق الحضاري للمنزلة Kas

بقلم /د. ايمـن عبد العزيز الزيني
العمق الحضارى

دراسه تاريخ وأثار مدينه من مدن ليست من الامور الهينه وانما دراستها تحتاج الى صبر وجهد لكى نقوم بالبحث فى الوثائق التاريخيه والمصادر والمراجع من أجل الحصول على معلومات خاصه بموضوع البحث وقد قمنا بعمل دراسه شامله لمنطقه المنزلة من خلال رساله الماجستير الخاصه بى بعنوان المنزلة دراسه تاريخيه اثريه مقارنه فى العصر الاسلامى والمحفوظه بمكتبه كليه الاثار جامعه القاهره والمكتبه بجامعه القاهره والمكتبه المركزيه بجامعه عين شمس والمكتبه المركزيه بجامعه الاسكندريه وقد قمنا بدراسه منطقه المنزلة من شقين :
الشق الاول الدراسه الاكاديميه البحته من خلال الوثائق والمصادر التاريخيه .
الشق الثانى :- الدارسه الميدانيه وذلك من خلال جولاتى بمدينه المنزلة وقراها وكتشافها ما بها من اثار واعتمادنا على الحفائر التى قمنا بها فى الثلال الاثريه بمنطقه المنزلة من خلال عملى كمدير اثار شمال الدقهليه تحت اشراف العلامه / ماهر جلال مدير عام الدقهليه ودمياطوالدراسه الميدانيه التى قمنا بها اكدت صدق او كدب ما جاء لنا من معلومات عن المنزلة فى المصادر والمراجع التاريخيه وذلك من أجل الوصول الى المعلومات التاريخيه الحقيقيه .
وقبل ان نورد بعض المعلومات التاريخيه التى جاءت فى كتب المؤرخين والجغرافيين القدامى عن المنزلة لابد ان الى بعض المعلومات الخاطئه التى نسبت الى المنزلة على لسان بعض الاشخاص غير المتخصصين ويرددها كثير من اهالى المنزلة كأنها حقيقه تاريخيه مسلم بها مثال ذلك :-الخلط بين الاسم الذى كان يطلق على المنزلة فى العصر الفرعونى حيث ذكر احد الاشخاص فى احد الكتب التجاريه وليست العلميه ان المنزلة قديما كان تسمى باسم تانيس وهذا خطأ تاريخى كبير حيث ان تانيس هى صان الحجر حاليا والتى كانت عاصمه لمصر خلال العصر الفرعونى فى الفتره التى اضل فها الهكسوس مصر حتى استطاع احمس ان يظهروهم من مصر ويؤسس الاسر 18 وعاصمتها طيبه .ان المنزلة كان يطلق عليها اسم تنيس وهذا خطأ تاريخى ايضا حيث ان تنيس هى احدى الجزر الكبيره التى تقع فى بحيره المنزلة حاليا بالقرب من بورسعيد والتى يبعد عنها بحوالى 5 كم والتى كانت من اشهر المدن فى صناعه النسيج فى العصر الاسلامى وذاع صيتها فى جميع بلدان الدلتا والتى كانت تضم الصعيد وشرق الاسكندريه .وقد ادى ذلك الخلط بين الاصل والتاريخى والاسم القديم للمنزلة فى حدوث جدل بين عامه فى المنزلة مختاره يسمونها تانيس وتاره اخرى يسمونها تنيس والمنزلة قديما ليس لها علاقه بهذين الاسمين .لذلك سوف نورد ما جاء من المصادر القديمة والمراجع التاريخية عن اصل المنزلة والاسم القديمه لها :-- العصر الروماني ( 31 ق. 35 م )- اطلق علي المنزلة اسم " زندوكسو /zendexou"- العصر البيزنطي اطلق عليها اسم " بيمنزوالي / pimendjoili" ومعناه دار الضيافه وتلك الاسماء ذكرها محمد رمزي في القاموس الجغرافي وذلك استنادا الي المصدر التاريخي جغرافيا مصر في العصر القبطي لصاحبه اميلينو – حيث ان كلمه " منزلة باللغه العربيه تتشابه مع هذا الاسم لفظا ومعني وذلك بعد حذف اداه التعريف pi- ذكر علي مبارك في خططه ان المنزلة كانت تسمي في العصر البيزنطي " اتييزوس- او اتيفيزيس " وانها كانت واقعه في قسم من اخصب الاراضي التي تصدر المؤنه لجميع الاقاليم المصرية لكثر محصولاتها وخصوبه ارضها ولكن حدث زلزلال يجري فطفت مياه البحر المتوسط علي اراضي هذه المنطقه وحولتها الي مستنقعات مالحه-
العصر الاسلامي- " منزلة بن حسون " لم يرد اسم المنزلة صراحة في المصادر التاريخية الجغرافية الاسلامية الا في 8 ه / 14 م عندما ذكر المقريزي اسم المنزلة في كتابه " السلوك لمعرفه دول الملوك " اطلق عليها منزلة بن حسون حيث اشار اليها في حديثه عن تطهير الملك الظاهر بيبرس لبحر اشمون " البحر الصغير "- "منزلة القعقاع " عرفت بهذا الاسم في 12 ه /18 م نسبه الي الصحابي الجليل القعقاع بن عمر و التميمي الذي يزعم ان ضريحه موجود في المنزلة وسوف نناقش هذا الموضوع لاحقا وقد استمر هذا الاسم الي وقتنا الحالي
كتب /ايمن محمد عبد العزيز الزيني مدير اثار شمال الدقهلية

شكرا على المقالة الجميلة والتى تدل على مدى العمق التاريخى والحضارى لمركز المنزلة