يسعي الشباب المصري في كل مكان بحثا عن الرزق،ويمني نفسه بفرصة تجعله يثبت نفسه ويقاوم كل الظروف والصعوبات التي تواجه،ويتشبث بأي أمل يجده ويسعي وراءه ولا يتركه حتي لو كلفه ذلك حياته،وأخذ يجرب حظه في الفرص التي أتيحت له،ولا يستسلم أبدا
أصبح غريبا طريدا في بلده،أوصدت الأبواب في وجهه لايجد أدني فرصة ليحقق ذاته ويبقي ببلده ينعم بخيراتها ويساهم في نهضنها ،لكن مصر لم تعد تريده تركته فريسة يتنخبط في ظلمات الحيرة....طرق كل الأبواب ذهب إلي العراق وخرج منها خالي الوفاض بعد أن قضي الأمريكان علي الأخضر واليابس،وضاعت تحويشة العمر وعادوا إلي الوطن مكسوري الجناح
حاولوا أن يطرقوا أبواب دول الحليج التي تتعامل معنا كالعبيد وتطبق علينا سياسات لا تليق بالعروبة وحقوق الإسلام،وكأنهم ومن بعدهم الطوفان ..ونضرب كفا بكف علي العروبة والوحدة العربية الأكذوبة الكبري التي يضحكون علينا بها ....شاهد فقط مباريات كرة القدم لمنتخب مصر الوطني والفرق المصرية في بلاد العروبة لتجد كرها وكأنهم يلاعبون الصهاينة ،ويصبون عليهم كرههم .
ضاقت البلاد بشبابنا بعد أن أوصدت كل الأبواب في مصر ودول العروبة التي تفضل الأجانب علي المصريين ....؟ماذا يفعل هذا الشباب المسكين،لم يجد غير قهر المستحيل وتحدي الظروف والسفر إلي الجحيم لتحقيق الذات والحصول علي الأموال وسلك طريق الهجرة الشرعية إلي أوروبا التي تعاني هي الأخري من بطالة شبابها ...لكن هذا الشباب المسكين يمني نفسه بالجنة الموعودة التي سينعم بما فيها من خيرات، ويغترف من أموال يرسلها إلي أهله في مصر،
ويسلم تحويشة عمره للسمسار الذي سيرسله إلي الجنة الموعودة التي خرج منها آدم عليه السلام.....ويركب البحر محشورا مع رفاق الحلم في مركب صغير حشرا في عرض البحر لينتظر السفينة الموعودة التي ستقله ,ويكمل المسافة المتبقية عوما ...ومن خلال هذه المغامرة غير مأمونة العواقب يلقي مصيره المحتوم إذا كان لايحسن العوم ويموت ...وإذا قدر له الوصول سيجد السلطات في مواجهته....وقد يقع المحظور وتغرق المركب التي تزيد حمولتها ....وهذا غالبا مايحدث ويضيع الحلم الموعود ويذهب إلي الجحيم.
وتطالعنا الأنباء بين فترة وأخري بغرق مجموعة من الشباب الذين يحاولون الهجرة،وننحي باللائمة عليهم لأن هجرتهم كانت غير مشروعة....
والآن نتساءل مالدافع الذي جعل الشباب يغامر بنفسه
هل وجدوا فرصة مشروعة وتركوها وذهبوا إلي حيث لفوا حتفهم...؟
لماذا يسلك هؤلاء المواطنون هذا الطريق الشاق ويعرضون أنفسهم لأن يتحولون إلي جثامين مهاجرة أو مفقودة