وأطوي صفحة الدكتور طه حسين وأقلب في صفحات الذكريات لأتحدث عمن أدين لهم بالفضل ....فتعلمت في تلك الفترة في كلية آداب طنطا وأدين بالفضل للدكاترة سعيدة رمضان التي فتحت أمامي آفاقا واسعة في مجال القراءة والبحث العلمي السليم والدراسات المقارنة وكذلك الدكتور محمد جلاء إدريس والذي أعجبت بدراساته الرائعة في الأدب العبري والدراسات المقارنة وكذلك الدكتور مصطفي عمر في مجال النقد الأدبي والذي دفعني للاهتمام بروائع صلاح عبد الصبور وفتح المجال للاهتمام بالدراسات الكلاسيكية ..........وفي تلك الفترة أيضا كان اهتمامي بدراسات الموسوعي جرجي زيدان في دراساته الرائعة تاريخ آداب اللغة العربية والذي لا غني عنه في أي مكتبة وعلي كل عاشق ومحب للدراسات الأدبية والعربية أن يقتني هذا الكتاب ويحرص علي قراءته لأنه سيفتح أمامه الكثير من الأبواب المغلقة حتي الأساتذة محمد رفعت ومحمد المشد استعارا مني هذا الكتاب ليستعينا به في دراستهما الأول في مجال التاريخ والثاني في الدراسات الأدبية .......ولا يمكن أن أنسي الأديب المظلوم عبد الحميد جودة السحار الأديب الموسوعة والذي يؤثرك بكتاباته القصصية سواء الدينية أو التاريخية أو الاجتماعية وكان أول احتكا ك لي به عندما كنت في المرحلة الإعدادية واشتريت لها أجزاء كثيرة من سلسلة القصص الديني والتي اهتم فيها بالقصص الدينية من سيدنا آدم مرورا بالأنبياء فالسيرة النبوية ثم عصر الخلفاء الراشدين والفتوحات الإسلامية ....فيضع بين يديك موسوعة كاملة من الدراسات الدينية والتاريخية ,,وليس هناك من أصدقائي من لم يستعر مني هذه المجموعة التي تعطيك جرعة دينية تاريخية دسمة لمن هم في أعمارنا في تلك الفترة ......وعندما مضي بي العمر والتحقت بالتعليم الجامعي داعبني الحنين لكتابات عبد الحميد جودة السحار فقرأت إسلامياته وتعلمت منها ....وقصصه الاجتماعية ومعظمنا يعلمها بعضها جيدا حيث مثل بعضها في السينما كأم العروسة والحفيد وخطيئة ملاك والنمر وغيرها... ولم أترك له قصة إلا وقرأتها لأنني كنت معجبا جدا به وبأسلوبه في تلك الفترة فجعلتني أعشق التاريخ لأنها كانت تجعلني أعيش العصر الذي كنت أقرأ فيه
وبعد التخرج كان هناك اهتمام خاص بالدراسات المسرحية فحاولت أن أسلكها بطريقين متوازيين الدراسات الحرة والتثقيف من جهة والدراسة الأكاديمية من جهة أخري .....وبدات بالدراساة الحرة والتثقيفف كان أول ما بدأت به هو خوض عالم عبقري المسرح في جميع العصور-من وجهة نظري-وليم شكسبير .....ومن منا لم يسمع عن شكسبير كبيرا أو صغيرا فأعماله تملأ جنبات الفن سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون أو الإذاعة ومعظم أعماله يعلمها الجميع ....وليس هناك عاشق للمسرح لم يقترب من عالم وليام شكسبير فيقرأه ويحلل أعماله فيزداد إعجابه به أكثر ..حتي ليظن بحق بأنه فعلا عبقري ....وقد تأثرت فعلا بهذه الكاتب وندمت أنني قرأت له متأخرا لأنني لو احتتككت به مبكرا لفتح أمامي آفاقا واسعة فى تلك الفترة لكن كانت لي اهتمامات أخري ..حتي تخرجت وخضت هذا العالم الشكسبيري...فرأت روائعه واحدة تلو الأخري وكنت أتأثر وأتعلم وأحلل وأحفظ أحيانا بعض الجمل والتي اشتهرت علي لسان أبطال مسرحيات شكسبير وأصبحت أقوالا مأثورة ك......قول هاملت الشهير:أكون أو لا أكون تلك هي المسألة ....وقول يوليويس قيصر عند اغتياله ضد بروتس ليصبح مثلا في الخيانة ونكران الجميل :حتي أنت يابروتس ........وكنت أنتقل من مسرحية إلي أخري مفتونا بأسلوب هذا الرجل الي شكك البعض في وجوده وقللوا من عبقريته ..حتي وصل اتهامه بأنه كان مجرد بارافان لصاحب الفرقة التي كان يعمل بها وكان ينسب أعماله التي يكتبها باسم شكسبير وطبعا هذا الاتهام عار تماما من الصحة ....فقد أطلقه اليهود ضده لأنه عري حيلهم وافعالهم الدنيئة في شخص شايلوك في مسرحية تاجر البندقية .....وأعرج من واحدة بدءا بتاجر البندقية مرورا بهاملت وعطيل وترويض الشرسةوعلي فكرة هذا العمل قد أنتجته السينما المصرية في أعمال عديدة نذكر منها ...آه من حواء لرشدي أباظة ولبني عبد العزيز ...واستاكوزا لأحمد زكي ورغدة ومسلسل وأدرك شهريار الصباح لحيي الفخراني ونورا .وغيرها من الأعمال حتي روميو وجولييت والذي جاءت آخر معالجة سينمائية له في السينما المصرية بعنوان حبك نار لمصطفي قمر ونيللي كريم....وانتهيت من جميع أعمال هذه العبقرية والتي أري أنها تأثرت كثيرا بالمسرح الكلاسيكي واستفادت منه وهضمته جيدا ونتج عنه روائعه .....وليس هناك طالب في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها لم يقرأ لشكسبير ليتعلم نه ويكتسب ألفاظا ..فشكسبير وحده معجم لغوي ويستحق الاقتراب من عالمه