الخواطر الايمانية لفضيلة إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي و في إحدى الحلقات التي كنت أترقبها كل جمعة ، سمعت فيما سمعت أن بني إسرائيل و أنبياءهم و على رأسهم موسى (ع) الأكثر ذكرا من بين الأمم في القرآن و ذلك مرجعه إلى أنهم كانوا على مر التاريخ أكثر الأمم تمردا على أنبيائهم برغم ما شاهدوا بأعينهم من كرامات لهم و معجزات .
أما الآن ، و بعد أن ازدادت و توسعت مداركنا القرآنية ( زادها الله أكثر و أكثر فهو ذو الفضل العظيم و الجود العميم ) ، فإن هذه الملاحظة و إن صحت في جانب فإنها بعدت عن الصواب في أكثر من جانب .. هل تعلمون لماذا ؟!
لو أخذنا بقول الشيخ الشعراوي في هذا الشأن فكأننا اعتبرا القرآن الكريم مجرد كتاب تاريخ و قصص ، و بهذا نكون قد فرغناه من مضمونه العظيم .
البعض يقول : انما المراد من ورود قصص بني إسرائيل في مواضع كثيرة من الفرآن إنما هو لأخذ العبرة من أخطائهم فلا نقع فيها بدورنا .
هذه أيضا لمحة لطيفة ، إلا أنها لا تقدم جوابا شافيا .
فما الرأي الصائب هنا ؟
قبل الاجابة سأذكر حديثا للرسول الكريم (ص) بمعناه ، حيث إني لا أتذكر كلمات من النص : " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل و القدة بالقدة ، حتى إذا دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، قالوا : و كيف يكون ذلك يا رسول الله : قال : اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله "
و تعليقا على الحديث : 1 - أنبأنا الرسول محذرا أننا سنقع فيما وقع فيه من قبلنا .
2 - الأحبار و الرهبان هم علماء بني إسرائيل كما نعلم .
إذا ... فعندما تقرأ القرآن يا أخي الحبيبو بمرورك بقصة أو خبرعن بني إسرائيل فاعلم أن هذاالخبر لم يرد في القرآن إلا لأن أمة الإسلام هي أيضا حدث معها ما حدث مع سابقتها ( أمة بني إسرائيل ) و من بلاغة اللغة القرآنية أن الخطاب الموجه للمسلمين في بعض الأحيان يرد في صورة قصة عن أمة قد خلت ، و هذا ما نطلق عليه بالتعبير الدارج :
الكلام لك يا جارة أو اللي على راسه بطحة ، يحسس عليها
هل علمتم الآن لماذا ورد ذكر بني إسرائيل بهذا العدد الكبير في كتابن المجيد ؟ ما حدث هذا إلا لأننا أيضا وقعنا فيما وقعوا فيه ، نجانا الله و إياكم ، و اسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .